ما أهمية دراسة جدوى المشاريع؟
بعد معرفتك لعيوب ومميزات التجارة الإلكترونية من حيث السهولة وتوفير الوقت والمال والمنافسة وغيرهم؛ وبعد دراسة التجارة الإلكترونية بأنواعها وكيفية الإستفادة من كل نوع لصالح مشروعك التجاري الالكتروني.
الآن يجب البدء في دراسة الخطوات اللازمة لتنفيذ مشروعك، وأهم تلك الخطوات هي دراسة جدوى المشاريع، التي تُعد أهم وأول خطوة يجب وضعها في عين الاعتبار أثناء التفكير والتمهيد للمشروع قبل البدء في التنفيذ.
وذلك لأن دراسة جدوى المشاريع الالكترونية هي عبارة عن دراسة مُنظمة تغطي جميع الجوانب الخاصة بالمشروع، وذلك من أجل تصور لكل ما يتعلق بالمشروع من حيث نسبة نجاح المشروع، وكيفية البدء، والأرباح والخسائر، وما إلى ذلك.
لذا، يجب القيام بعمل دراسة جدوى المشروع الإلكتروني قبل البدء في تنفيذه، لأن دراسة جدوى المشاريع هي الدراسة المسؤولة عن جعل أصحاب المشاريع على دراية بما سوف يواجه من نجاحات أو مخاطر، وأيضاً هي الدراسة التي يمكنك من خلالها تحديد ما سوف تحتاجه أثناء تنفيذك للمشروع وضمان تفادي أكبر قدر من الخطأ.
ما هي دراسة جدوى المشاريع؟
دراسة جدوى المشاريع هي مُفتاح نجاح المشاريع، لأنها عبارة عن عملية دراسة وتخطيط منظم لجميع جوانب المشروع، من خلالها يتمكن أصحاب المشاريع من معرفة كل شيء عن مشاريعهم من حيث:
- رأس المال المناسب للبدء.
- إختيار حجم المشروع نفسه.
- طريقة تمويل المشروع.
- الموارد التي سوف يحتاجها.
- دراسة المنافسين ودراسة السوق.
- دراسة نقاط القوة والضعف.
والعديد من الجوانب الأخرى التي تشملها دراسة الجدوى، وذلك ما سيتم سرده بالتفصيل في السطور القادمة، ويمكنك أيضاً تحميل نموذج دراسة جدوى المشاريع الالكترونية من هنا والتعديل فيها بما يلائم مشروعك.
طريقة عمل دراسة جدوى لمشروع تجاري الكتروني
تنقسم دراسة جدوى الخاصة بالتجارة الإلكترونية إلى العديد من الأقسام المختلفة عن دراسة الجدوى للمشاريع التقليدية؛ فأقسام دراسة جدوى المشاريع الالكترونية تنقسم إلى الآتي:
- دراسة الجدوى الفنية
دراسة الجدوى الفنية هي الدراسة المُتعلقة بكافة الجوانب الفنية للمشروع، من حيث:
- تحديد أعرض الخطوط الخاصة بالمشروع مثل إسم المشروع، والفكرة التي تتكون منها المشروع بالتفصيل، وسبب اختيار تلك الفكرة تحديداً.
- تحديد التصميمات الخاصة بالمشروع، وذلك يتم من خلال اللجوء إلى أحد المُختصين في التصميم من أجل تحديد معه تصميم العلامة التجارية الخاصة بالمشروع، والألوان المناسبة لفكرة المشروع، واختيار الشعار المناسب، وما الى ذلك.
- أيضاً، من ضمن إختصاصات دراسة الجدوى الفنية هو تحديد المنتجات التي سيتم التجارة فيها في المشرع، واختيار الأسماء المناسبة والوصف المناسب لتلك المُنتجات، وكيف سيتم تمييزها عن باقي المنتجات المُشابها لها، بالإضافة الى تحديد الى أي مدى سيتم إفادة العملاء المُستقبليين والجمهور المستهدف من خلال هذا المشروع.
لذلك هذا النوع من دراسة الجدوى مهم للغاية، نظراً لأن كلما زادت دقة الاختيار والتخطيط في تلك المرحلة ستضمن لنفسك و لمشروعك النجاح على المدى الطويل
- دراسة الجدوى الاقتصادية:
تُعتبر دراسة الجدوى الاقتصادية من أهم الدراسات التي يجب إجراؤها بتركيز وإتقان أثناء التخطيط للمشروع، وذلك نظراً لأن دراسة الجدوى الاقتصادية هي الدراسة المسؤولة عن جميع المصروفات والأرباح الخاصة بالمشروع، أيضاً مسئولة عن كيفية التخطيط لذلك وكيفية تحقيق أرباح، وما الى ذلك، وذلك يتم من خلال الآتي:
- تحديد الكمية المطلوبة من المنتجات للبدء في المشروع، وما ثمن التكلفة المطلوبة لتوريد تلك المنتجات.
- تحديد حجم العمالة أو الموظفين الذي سوف تحتاجهم عند إطلاق المشروع ووضع التكلفة المناسبة لتغطية مرتباتهم أول فترة، حتى تحقق أرباح.
- تحديد اذا كان المشروع يستدعي مكان للتخزين أو التصنيع أم لا، وفي حالة أنك تحتاج إلى مكان يجب وضع تكلفته من ضمن التكاليف.
- تحديد تكلفة تغليف وشحن تلك المنتجات للعملاء.
- بعد تحديد كل تلك التكاليف يمكنك الآن وضع رأس المال المناسب للبدء في المشروع، بالإضافة إلى تحديد التكلفة المناسبة لتغطية المشروع حتى يحقق الأرباح الكافية.
- بعد ذلك، يجب القيام ببدء في تسعير المنتجات الموجودة لديك، وذلك بناءً على أسعار المنافسين والسوق، وبناءً على نسبة الربح المناسبة لك.
- تحديد قيمة الأرباح التي تتوقع أن تحصل عليها، وتحديد المدة التي تتوقع أن تبدأ في تحقيق أرباح بعدها.
- دراسة جدوى السوق:
دراسة جدوى السوق من أهم دراسات الجدوى التي يمكن لصاحب المشروع القيام بها بعد دراسة الجدوى الاقتصادية، وذلك لأن نسبة كبيرة من نسبة نجاح المشروع من عدمه تعتمد على دراسة جدوى السوق تحديداً للمشاريع التجارية الإلكترونية، لأن نسبة المنافسة في تلك الحالة تكون أعلى بكثير وذلك لأن من خلالها سيقوم صاحب المشروع بتحديد الآتي:
- دراسة المنافسين من عدة جوانب، وذلك يتم من خلال دراسة الآتي:
- دراسة عددهم، وذلك يتم من خلال البحث المستمر على جوجل، ومواقع التواصل الاجتماعي.
- تحليل المنافسين، وذلك يتم من خلال تحديد الأسعار التي يبيعون بها، وكيفية بيعهم، ومن هم الجمهور المُستهدف لكل منافس، ومن هم الجمهور المُستهدف الذين يقومون بإختياره الأغلبية، وما هي الاستراتيجية التي يتبعونها في التسويق، بالإضافة إلى دراسة هل هناك عرض وطلب أم لا.
- يمكنك تحديد الجمهور الذي يستهدفه المنافسين من خلال خلال عدة طرق مثل، أسعار المنتجات، طريقة التسويق على جوجل أو عبر مواقع التسويق، الصور التي يستخدمها المنافس، الأشخاص الذين يعلقون على صفحاتهم، وهكذا.
- تحديد نقاط الضعف لدى المنافسين، وذلك يتم من خلال التركيز فيما يحتاجه العملاء ولا يوجد لدى المنافسين؛ وذلك من أجل تحديد الفجوة الموجودة بين الجمهور المستهدف وبين المشاريع المنافسة حتى تتمكن من تنفيذها أنت لاحقاً لكي نقطة قوة لديك؛ ومن الممكن أن تكون تلك الفجوة مثلاً في غلاء التسعير، أو التأخير في الرد على العملاء، أو عدم وجود سرعة في التوصيل، وما الى ذلك.
- بعد ذلك، يمكنك أن تقوم بتحليل نفسك أيضاً من خلال تحليل سوات أو “SWOT Analysis”؛ الذي يعمل على 4 نقاط مهمين للغاية وهم:
- حرف الـ S هو أول حرف في تحليل سوات “SWOT” يعني تحليل نقاط القوة، التي يمكنك من خلالها اكتشاف نقاط القوة المتوفرة في مشروعك التي تجعلك متميز.
- حرف الـ W ثاني حرف في تحليل سوات “SWOT”و تعني تحليل نقاط الضعف، والتي يمكنك من خلالها معرفة نقاط الضعف الموجودة في مشروعك مما سوف يساعدك في التفكير في كيفية تحويل تلك نقاط الضعف الى نقاط قوة.
- حرف الـ O هو ثالث حرف في تحليل سوات “SWOT” وتعني تحليل الفرص المتاحة، والتي يمكنك من خلال تلك النقطة تحليل الظروف الخارجية التي يمكنك استغلالها كفرصة للوصول لهدفك.
- حرف الـ T هو رابع حرف في تحليل سوات “SWOT” وتعني تحليل التهديدات الموجودة، وتلك النقطة يمكنك من خلالها تحليل الظروف الخارجية التي تؤثر عليك بشكل سلبي، مثل غلاء الأسعار، صعوبة الإستيراد وما إلى ذلك.
بعد ذلك، يمكنك تحديد الجمهور المُستهدف الخاص بك ودراسته من حيث، تحديد النوع، والعُمر، والمستوى الاجتماعي، والمستوى المادي، وأسلوب المعيشة، والعديد من العوامل الأخرى التي يمكنك من خلالها تحديد الجمهور المستهدف المناسب لمشروعك.
بعد القيام بتحديد الجمهور المُستهدف المناسب لمشروعك، يمكنك الآن وضع خطة تسويقية مُناسبة. لذا، فذلك النوع من دراسة الجدوى مهم للغاية، لأن بدونه سيتعرض المشروع للعديد من الخسائر ونسبة نجاح المشروع في تلك الحالة تكون ضعيفة.
أيضاً، هناك بعض الأنواع من دراسات جدوى المشاريع لا تنطبق على مشاريع التجارة الإلكترونية، مثل:
دراسة الجدوى القانونية
ذلك النوع من الدراسة يعتمد على تقييم العوائق القانونية التي يمكن أن تواجه أصحاب المشاريع عند إطلاقهم لمشروعهم، حيث تعتمد دراسة الجدوى القانونية على فهم القوانين واللوائح المتعلقة بنطاق المشروع وتحديد مدى علاقته بالقوانين الأخرى، مثل التراخيص والضرائب وحقوق النشر وغيرها.
أخيراً، بعد تطبيق تلك الأنواع من دراسات الجدوى على أي مشروع تجاري الكتروني، ومعرفة الفرق بين دراسة الجدوى للمشاريع الإلكترونية والمشاريع التقليدية، يمكنك الآن البدء في تحديد هل المشروع حقاً جاهز لإطلاقه في السوق أم لا وهل سيحقق نجاحات أم لا، غير أنه سيصبح من السهل وضع خطة تسويقية ووضع مقدار المصروفات والأرباح بشكل أكثر دقة.
يمكنك أيضاً معرفة الأساسيات الخاصة بكيفية إنشاء متجر إلكتروني من الصفر من خلال هذا المقال.
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.